أخي صابر
أتيتك بعد أيامٍ من الأحزان والتجريح.
جئت اليك مقهوراً
فصبرني!
و جئت إليك مجروحاً
فطببني!
وعدت اليك مخذولاً
فناصرني!
فأنت نهاية الآمال في همسي و بالتصريح.
***
أتيتك من ظلام البعث
حيث الأخ لا يرحم!
أتيتك من محطات الأسى الممزوج بالعلقم
و جئتك طالباً رحماك من غليان هذا الدم.
***
أخي صابر
ركبت البحر أمواجاً و طوفاناً لكي ألقاك.
وجئت ململما أشلاء إنساني لكي ألقاك
عصرت الدمع من عيناي في صحراي ماءاً لي لكي ألقاك
فلا تخذل
أخاً .. إبناً .. أباً .. شخصاً
تجرّع كل ما اسلفت كي يلقاك.
***
أخي صابر
ثعابين الأذى صارت بكل طريق
وصار النسر يربوعاً
و أمسى الصقر كالبطريق.
و جل الناس تنهش لحم من يعثر بفعل الضيق.
فكل معاني الإخلاص فعلا أصبحت تلفيق.
***
أخط إليك أبياتي بدمٍ سال من يسراي
وخطت أحرف الشكوى برعشة موتها يمناي
يحوم البؤس من حولي وصوت غراب.
وتذرف ادمعي سيلا
بأرض الموت أرض الغاب.
***
فلا تعجب إذا انكرت ميلادي
لأني صرت فردا في صفوف الأهل
ما لي أهل.
ولاتعجب إذا مزقت ذاكرتي
وبعد العلم جئتك طالبا للعلم
لا تعجب!!
ولا تأسى على أسدٍ
تطور من فتى أرنب!!!!
***
أخي صابر ,
تعلمنا سوياً كيف أن نرحم
فلا ترحم!
فمهما كنت رحماناً ,, فلن تُرحم.
تعلمنا سوياً كيف ندخل في قلوب الناس بالبسمة
فلا تبسم.
فقد أمسى التبسم في وجوه الناس عيبا فاحشاً جداً
و صار الضحك كاللطمة..
تعلمنا التسامح و الوفاء
والصدق والإخلاص
كيف نُقدّس النعمة.
بغاباتٍ من الفئران و الغربان
بين ثعالب التأويل والحكمة!!!!
***
فوحدك أنت من أمسيت
لي سنداً بهذا الكون
فامضي بي الى دنيا سوى الدنيا
وسافر بي لمن قد مات يا صابر لكي أحيا.
فامضي بي لكي أحيا.